من ذكريات سيادة اللواء اركان حرب أنس أحمد محمد عبدلله - ابطال منسيون
من ابطال السرب 26 اللواء الجوي 102 ميج 21
لة رصيد باسقاط 2 طائرة فانتوم في فترة عمليات حرب اكتوبر 73
هذه الصورة فى الصومال عام 1981
وهى مدخل لواقعة طريفة خلال حرب أكتوبر 1973
وبطلها الطيار الفذ جلال الباسل باسيلى
كنت فى الصومال من 1980- 1983 قائدا لسرب ميج 21 ، حيث زارنى جلال ضمن طاقم طائرة سى 130 حيث انتفل للخدمة بها بعد الحرب .... جلال الدفعة 21 طيران كانت دفعته فى رتبة النقيب وقت الحرب ، وهو رجل مميز ومتعدد المواهب : طيار مقاتلات من الطراز الاول ، طاقة كبيرة على العمل الادارى ، مثقف ، رجل بمعنى الكلمة ، يجيد السباحة والغطس ( فترة السرب 26 بالغردقة ) ، حبوب خفيف الظل ، خدوم ومحب لعمله .
كنا نعيش سويا فى حجرة واحدة فترة الحرب بأنشاص ، ولأننا لم نكن على علم بأن هناك حربا ستنشب ، فلم يكن لنا استعدادات ادارية استثنائية من ناحية الغيارات الداخلية ، والأوڤارولات ، وأدوات الحلاقة ، ومعجون الاسنان ، وخلافة ، فمن كان متواجدا بقاعدته وكان ميعاد اجازته بدءا من 4 اكتوبر فما بعده لم ينزل وبالتالى مامعه من غيارات فمعظمها تحتاج للغسيل - طيار المقاتلات يحتاج للغيارات مرتان يوميا شتاءا ، وثلاث مرات صيفا على الاقل - المنظر الذى تراه عليه فى الشارع بالبدلة الزرقاء والاكسسوار الفضى الجميل هو من باب الصيت ولا الغنى ، لو رأيته بأوڤارول الطيران بعد نزوله من طلعة صيفا ولو عصرت الاوڤارول سينتج لترا من العرق ( كنا نسميه عرق العافية ) ؛ لغيرت نظرتك له على الفور .
كنت أحسن حظا حيث كنت فى اجازة واستدعيت يوم 4 اكتوبر ( علشان المشروع تقدم موعده ) هكذا كانت السرية لموعد البدء ، وبالتالى معى غيارات نظيفة .... تقاسمت مع جلال الغيارات على اساس أنه سينزل أجازة بعد انتهاء المشروع ، ولكن عندما بدأت المعمعة وطال الوقت واتسخت كل الغيارات والشرابات ، اضررنا للبسها على الوجه الآخر ، وبعدها فكرنا فى غسلها ولم يكن لنا سابق خبرة فى ذلك . فأحضرنا حلتان واحدة للغيارات واخرى للجوارب ووضعنا عليها مسحوق الغسيل اومو ( لم يكن بمصر وقتها سوى الاومو والرابسو ) ، ووضعنا الحلتين تحت الاسرة . واعتقدنا انه كلما طال وقت نقعها كلما كانت انظف بعد الغسيل .
بطوال المدة طلبنا من قائد السرب وقتها الرائد طيار احمد انور ان نرسل ضابط صف وجنديان خلسة دون علم قائد اللواء العقيد طيار نبيل شكرى حيث لم يكن مسموحا بخروج سيارات او افراد خارج الوحدات ، وذلك الى مدينة بلبيس لشراء غيارات وجوارب ... أحمد أنور كان طوله يفوق المترين فى السماء ، ومحمد رمضان د 25 طيران كان لا يتعدى 166 سم من الأرض ... أكد احمد انور على ضابط الصف بالمقاسات الكبيرة ، وفى عمر افندى بلبيس ولزيادة الاعداد المطلوبة فرض البائع الغيارات الصيفى الراكدة و إما أن تكون الصفقة كلها مقاسات كبيرة او صغيرة - مش عايز يوجع دماغة ويجيب من المخزن على حد قول المشترى - بالطبع أخذ ضابط الصف جانب قائد السرب واشترى المقاسات الكبيرة ، وكانت كبيرة بدرجة ظننا معها انها صنعت فى العصر الفرعونى طبقا لمقاساتهم ... لبس محمد رمضان فانلة وصلت تدويرتها الامامية الى ما دون سرته وطولها الى منتصف الساق .
استعملنا الغيارات والجوارب الجديدة ونسيت انا وجلال الحلتين ، وفى نهاية كل يوم عندما نعود للحجرة يشم كل منا رائحة عفنه وكل واحد مكسوف يسأل الآخر ، إلى أن قررنا فى يوم التنظيف الشامل للحجرة بغسل الارضية بالماء ، وعند عودتنا اخبرنا الجندى المكلف بالنظافة بأمر الحلتين ، فوجدنا رائحتهما تفوق رائحة (نتن) ياهو ، اقترح الجندى ( كان صعيديا شهما اسمه سيد الجبلاوى ) القيام بغسلها حبا فى الوطن حيث لم نعتد على ذلك ، ولكننا اشفقنا عليه من الرائحة فامرناه بإلقائها فى القمامة ولكنه اخذها وحاول غسلها ولكنها كانت قد اهترأت وتقطعت إربا كلما دعكها ... وللطف المولى سبحانه انه عندما بدأت أنا ارتداء ثانى أو ثالث غيار على الوجه الآخر كانت الحرب قد انتهت بحمد الله .
إييييييييه أيام ..... ووالله كانت من أجمل الأيام .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق